لماذا رفض ( سارتر ) جائزة نوبل للآداب ؟
24.02.17 0:00
بسم الله الرحمن الرحيم
يعد جان بول سارتر من أشهر من نالوا جائزة " نوبل " في العالم ، وذلك بسبب رفضه الحصول عليها قبل نحو خمسين عاماً ، ففي الثاني والعشرين من تشرين الأول ( أكتوبر ) من العام 1964 ، كان الفيلسوف الفرنسي يأكل عند الظهيرة في أحد المطاعم قرب منزله في باريس ، حين اتصلت به فرانسواز دو كلوزيه الصحافية في وكالة " فرانس برس " لإبلاغه أنه نال جائزة " نوبل "
فأجاب سارتر " أنا أرفض الجائزة ، وسأحتفظ بأسبابي وراء ذلك لأقولها للصحافة السويدية "
ويبدو أن تلقيه لخبر اختياره من قبل اللجنة في ستوكهولهم لنيل الجائزة لم يسبب له أي مفاجأة ولم يحرك عنده أي مشاعر . لكن الأمر أثار ضجة كبيرة ولا سيما في فرنسا ، لكون جان بول سارتر أول من يرفض نيل جائزة " نوبل " في العالم
ويقول اندريه غيغو المتخصص في فلسفة سارتر لوكالة " فرانس برس " "كان لديه سببان عميقان يحولان دون قبوله الجائزة ، الأول أنه كان يخاف أن يدفن حيا قبل أن يتم مساره ، وكان ينظر الى الجوائز على انها " قبلة الموت "
ويضيف " السبب الثاني انه بنى كل أفكاره على نقد كل أشكال المؤسسات ، التي كان يصفها بأنها مميتة "
لكن سارتر علم للتو أن الأكاديمية المانحة لجائزة " نوبل " لا تنتظر رأي المرشح في ذلك ، وعلى هذا فإن رفضه نيل الجائزة لا يغير شيئاً في كونه أصبح حائزاً جائزة " نوبل "
ويقول انطون جاكوب الذي عمل صحافيا في وكالة " فرانس برس " ووضع كتاباً بعنوان " تاريخ جائزة نوبل " إن " السويديين كانوا واضحين جداً منذ البداية ، أن رفض سارتر للجائزة لا يعنيهم فقد تم اختياره وقضي الأمر " . وعلى ذلك يعد جان بول سارتر حائزاً جائزة " نوبل " للآداب في العام 1964 رغم رفضه الجائزة ورغم رفضه حضور الحفل التقليدي في العاشر من كانون الأول ( ديسمبر ) من العام نفسه ورغم أنه رفض استلام الشك المصرفي للجائزة وقيمته 273 ألف كورون سويدي أي ما يعادل اليوم 300 ألف يورو
وليس في رفض سارتر للجائزة ما يثير الدهشة ، فهو سبق أن أعلن مراراً رفضه نيل أي جائزة من تلك التي تمنحها السلطات الفرنسية ، مثل جائزة جوقة الشرف وغيرها
وأرسل الفيلسوف الفرنسي نصاً مطولاً الى وسائل الإعلام السويدية برر فيه قراره وقدم فيه ما يشبه الإعتذار . وسبق ذلك أن أرسل الى الأكاديمية السويدية يطلب فيها عدم منح جائزتها لشخص لا يرغب بذلك . وكتب " وصلتي بعض الأخبار ومفادها أني قد أنال جائزة " نوبل " اليوم ، ولأسباب خاصة وأخرى موضوعية أتمنى ألا أكون ماثلاً على قائمة المرشحين للجائزة ، وأنا لا أستطيع ولا أرغب لا الآن ولا في المستقبل أن أقبل هذه الجائزة "
لكن هذه الرسالة لم تغير شيئاً من النتيجة . ولم يسبق أن حال أحد دون حصوله على " نوبل " إلا الشاعر السويدي اكسيل كارلفيلدت الذي نجح في اقناع اللجنة في العام 1919 بحذف اسمه من قائمة المرشحين ، غير أنه عاد ونالها بعد مماته في العام 1931 حين كان منح الجائزة للراحلين ما زال متاحاً
وما زال رفض سارتر للجائزة موضع جدل ، اذ يرى فيها البعض دليلاً على التزامه مبادئه ، فيما يرى آخرون أنه قد تشير الى التباهي بالنفس ، مشيرين مثلاً الى قبول الفيلسوف والكاتب الكبير البير كامو الجائزة نفسها رغم مواقفه ومبادئه
alhayat.com
- منصورة
عدد المساهمات : 987
نقاط النشاط : 1188
تقييمك : 3
تاريخ التسجيل : 07/03/2016
رد: لماذا رفض ( سارتر ) جائزة نوبل للآداب ؟
28.02.17 23:15
يعطيك العافيه
على الطرح المميز
تسلم الايادى
دمتم بحفظ الرحمن
على الطرح المميز
تسلم الايادى
دمتم بحفظ الرحمن
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى