لآن فقط أيقنت أن جمال الحياة كان يختبئ في جفون المستحيل ،،
وأني في مامضى من عمري كنت ودون وعي مني ،،أسافر كل يوم ،،إلى عينيها ،
أتنقل فوق أكتاف الرياح ،،
وفي كل محطة من محطات اللاوعي ،،
كنت أتخيل نفسي وأنا أرسم على وجهي علامات رجاء،
قد تمنحني بطاقة دخول إلى بوابة القمر المختفي وراء غيمة ،،تغريني في كل حين بولادة هطول جديد .
****
تذكرت أني قرأت مرة من روائع الرافعي في "" أوراق الورد "":
" أنت ممزوجة بآلامي ،
وآلامي منك هي أشواقي،
وأشواقي إليك هي أفكاري ،
وأفكاري فيك هي معانيك في نفسي،
ومعانيك هي الحب،
ولكن ما هو الحب إلا أن يكون آلامي وأشواقي وأفكاري ومعانيك في نفسي؟"
فقررت وقبل اللقاء أن أمحو حزني المكتوب على أجنحة النورس ،،
وأجمع كل الأشياء الجميلة ،، لتكون هديتي لمليكتي ،،
علها تمحي من حنايا قلبها بقايا انتكاسات تمازجت مع خيبات متكررة كلما كانت تسير بلا تركيز على شواطئ الحزن المبعثر ..!!
****
في طريقي إليها ،، كنت أفتش عن وجهي ،،
وأنا أمتطي حصاناً وعدني بألا يكبو ،،
فكنت أشعر أن وجهي يسابق الريح ،،
ليقدم لمليكتي هديتي ،،
واشتياق خبأته في حنايا قلبي .
****
أحرقت قلبي بخوراً!!
ومزقت كل أوراقي القديمة
وقبل أن أطرق زجاج نافذتها ،،
شنفت أذناي لأسمع همساتها ،،
وأشعر بلهيب أنفاسها ،،
طرقت زجاج نافذتها
ودعوتها إلى غرق تشتاقه الروح ،،
نكتب أحلامنا بلغة لايستطيع فك رموزها إلا من سكنت روحه في المسافة بين الحنين والجنون ،،
وتعلق قلبه بين التردد والاقتحام ،،
وأيقن فكره أن هناك لحظات لايكون فيها الحب موتا للكلمات ..
****
تعلقت ايماءتها بتلبية دعوتي على أطراف فرحتي العارمة ،،
وقررت أن أتوسد رخام الجرأة ،،
وتهطل ذاكرتي المزدانة بأعذب ما يمكن أن تحتويه قواميس العشق .
جلست أبثها شوقي وحنيني ،،
وكنت أستريح بين الحرف والحرف ،،
وكانت مشغولة بترتيب مفاجآتها التي جردتني من حزني المزمن ،،
وجعلتني أشعر شعور الغريب الذي وجد مكانا يحتمي به بعد أن كان لاوطن له ولا مآوى .!!
****
أدخلتني مليكتي في مساحات من ضوء القمر،،
وأسمعتني كلمات لم تكتب في صفحات العاشقين ،،
كلمات ،،ترتدي ثوب المستحيل ،،
أثملتني بتأرجح حروفها بين شفتيها ،،
ومع رحيل كل كلمة من كلماتها ،،،
كانت تشق لروحي دربا أخضر في جدار الصمت المطبق .!!
****
عذرا إن كنت سأبقى في مكاني دون حراك ،،،
فأنا لم أجد يامليكتي وطنا يحتويني ويحتوي كلماتي ،،
ويحتوي ضوء القمر ،،
غير قلبكِ المفعم بالسحر ،،
المغرورق بعشقٍ لاينتهي ،،
فاتركيني أنثر أمنياتي على حواف صفحاته ،،
وأرتب فصولي القادمة ،،
بعيداً عن أحزاني القديمة ..!!