لم يخلقنا الله عز وجل عبثا ولم يتركنا سدى، بل حملنا مسئوليات وأمانات هو سائلنا عنها يوم القيامة. فمن حفظها وأداها بحق طاب حيا وميتا، ومن ضيعها فقد أوبق دنياه وآخرته. فتحملوا مسؤولياتكم وأدوا الذي عليكم فيها، واعلموا أننا مسؤولون عن كل شيء جعل الله لنا سلطانا عليه أو قدرة على التصرف فيه.
1/ عظم المسؤولية وشمولها كل مجالات الحياة.
عبد الله بن عمر: كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ. فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهْيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ. فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ. متفق عليه.
قال الله تعالى: فَلَنَسْئَلَنَّ اَلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ اَلْمُرْسَلِينَ. الأعراف 6.
قال الله سبحانه: لِيَسْئَلَ اَلصَّـدِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ. الأحزاب 8.
2/ أنواع المسؤولية ودرجاتها.
المسؤولية الشخصية الفردية.
قال الله تعالى: كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ. الطور 21.
قال الله سبحانه: وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. النحل 93.
قال الله عز وجل: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ. اِنَّ اَلسَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا. الإسراء 36.
أبو برزة السلمي: لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَا فَعَلَ بِهِ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ. ت.مي.
المسؤولية الجماعية.
مسؤولية الإمام ومن دونه في الولاية.
أبو هريرة: مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلاَّ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولاً لاَ يَفُكُّهُ إِلاَّ الْعَدْلُ أَوْ يُوبِقُهُ الْجَوْرُ. ح.مي.ب.
معقل بن يسار: مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ لاَ يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ إِلاَّ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ. م.ب.
عبد الرحمن بن سمرة: يَعَبْدَ الرَّحْمَنِ لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا. متفق عليه.
أبو ذر الغفاري: قُلْتُ يَرَسُولَ اللَّهِ أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي؟ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ثُمَّ قَالَ: يَأَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا. م.ح.ب.
مسؤلية الرجل في أهله والمرأة في بيت زوجها.
أبو هريرة: مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ. متفق عليه.
قال الله تعالى: يَأَيُّهَا اَلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا اَلنَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا. التحريم 6.
معاذ بن جبل: أَنْفِقْ عَلَى عِيَالِكَ مِنْ طَوْلِكَ وَلاَ تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ أَدَباً وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ. ح.
عبد الله بن عمرو: مُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ. د.ح.ق.ب.
قال الله سبحانه: يَأَيُّهَا اَلنَّبِيءُ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ اِلْمُومِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ. الأحزاب 59.
مسؤولية العامل في مال مشغله.
عاشة: إنَّ اللهَ يُحِبُّ إذَا عَمِلَ أحَدُكُمْ عَمَلا أنْ يُتْقِنَهُ. ط.
أبو هريرة: خَيْرُ الْكَسْبِ كَسْبُ يَدِ الْعَامِلِ إِذَا نَصَحَ. ح.
بريدة بن الحصيب: مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْنَاهُ رِزْقًا فَمَا أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ غُلُولٌ. د.
أبو حميْد الساعدي: مَا بَالُ عَامِلٍ أَبْعَثُهُ فَيَقُولُ هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي. أَفَلاَ قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ حَتَّى يَنْظُرَ أَيُهْدَى إِلَيْهِ أَمْ لاَ. متفق عليه.